مجلة سيدتي تذهب الى مكان تصوير باب الحارة :
الذهاب إلى مكان تصوير «باب الحارة3» ليس بالأمر السهل. فالتكتم شديد من قبل المخرج بسام الملا وطاقم العمل على ما يتمّ تحضيره، لمفاجأة الناس بما قاموا به خلال عام كامل من الإستعداد لتقديم الجزء الثالث منه. وبالرغم من الصعوبات، تمكّنت «سيدتي»من دخول الحارة والتقاط الصور الأولى
يحاول المخرج بسام الملا، من خلال تكتّمه، أن يقدّم شيئاً جديداً ومختلفاً يُبقي مسلسل «باب الحارة» الذي حظي بمتابعة الناس له في المرتبة الأولى، من حيث نسبة المشاهدة، وذلك خلال عرضه في رمضان المقبل على شاشة الـ mbc، في ظل وجود نسخ أخرى لأعمال نفّذت وأخرى لا زالت قيد التنفيذ
من النوع نفسه في سوريا، ويتوقع أن تكون منافسة قوية لـ «باب
الحارة 3». ويقوم بأداء شخصيات هذه المسلسلات نجوم سوريون، ومنها: «أهل الراية»، «الحصرم الشامي»، «أولاد القيميرية»، «بيت جدي» و«أسعد الحوت».
قصدنا مكان تصوير «باب الحارة 3» الواقع في منطقة نائية على طريق مطار دمشق الدولي في مزرعة بعيدة عن الطريق العام. رافقنا إلى مكان التصوير كاتب العمل مروان قاووق الذي تحدّث عن أهمية الجزء الثالث من حيث المضمون وأسلوب المعالجة، لا سيما أن مخرجه بسام الملا وظّف كل ما يملك من خبرة في هذا المجال ليقدم جزءاً مميزاً من «باب الحارة3» في رمضان المقبل. وصلنا إلى المكان المقصود الواقع في مزرعة تعود ملكيتها إلى تاجر سوري معروف. الأرض التي خصّصت لبناء الحارة الدمشقية مساحتها كبيرة،وربما تصل إلى آلاف الأمتار المربعة. فيها الأسواق والمنازل الدمشقية والحارات والمساجد، هي حارة دمشقية بامتياز، توفّر الوقت والجهد لمن يريد تصوير مسلسله في أجواء هادئة ومريحة وبعيداً عن صخب الناس وضجيج السيارات، اللذين يفسدان كثيراً أجواء تصوير مثل هذه الأعمال التي كانت تنجز في الماضي في منازل دمشق القديمة.
أشرف على بناء الحارة الدمشقية عدد كبير من الخبراء والبنائين الدمشقيين المتخصصين في تشييد هذا النوع من العمارة. وما يميّز الحارة التي شيّدت من أجل تصوير مسلسل «باب الحارة3» هو أنها حارة حقيقية وليست من مواد قابلة للتغيير مستقبلاً. فقد استخدم في بنائها الحجر والطين والخشب. وهي مشيّدة بالطريقة نفسها التي كانـــت تُبنى بها المنازل الدمشقية قديماً. وحاراتها مرصوفة بنسق مشابه لما كانت عليه طرق دمشق وحاراتها القديمة. كان الملا حين زيارتنا موقع التصوير يجهز لتصوير مشاهد جديدة. إستقبلنا ورحّب بنا، لكنه رفض الحديث عن أي أمر يتعلق بمضمون العمل أو مساره رغبة منه في أن تكون جلّ التفاصيل سرية إلى حين عرض العمل. ووجّه لنا لوماً بسبب بعض ما نشر في «سيدتي» عن «باب الحارة 2». وكان ردّنا أننا لم نتخذ موقفاً من المسلسل، بل كنا ننشر وجهات نظر مختلفة حوله، أو التطرّق إلى كل جديد عنه بالتفصيل ودون تحيّز. ونفى ما قيل ونشر سابقاً عن كونه تقاضى مبلغ أربعة ملايين دولار من الجهة المنتجة. وقال إن هذا الكلام سبّب له الكثير من المشاكل مع الفنانين المشاركين في العمل. ورفض الإفصاح عن الميزانية الحقيقية. وأكد أن كل ما نشر حول ميزانية العمل كلام غير صحيح، وتكهنات من قبل البعض نرفضها. كما رفض الرد على كلام صباح عبيد، نقيب الفنانين السوريين، والذي كان من المفترض أن يشارك في «باب الحارة 3»، لأنه ليس من عادته الردّ على أحد ولا الدخول في مهاترات عبر الصحافة. فنقيب الفنانين حرّ فيما يقول، كما أكد الملا.
الحقيقة، إن زيارتنا لموقع التصوير كانت مفاجئة للمخرج. ولم يكن هناك سوى عدد قليل من الفنانين من أصحاب الأدوار الثانوية في العمل باستثناء عصام (ميلاد يوسف) الذي كان قد أنهى تصوير مشاهده ذلك اليوم. وكان يستعد للرحيل. وعندما حاولنا القيام بتصويره إعتذر بلطف وقال: خذوا إذناً من المخرج. «سيدتي» بدورها صوّرت كل ما استطاعت تصويره من غرف الملابس. كما التقطت صوراً للمقهى والمنازل والكومبارس وغرفة الماكياج التي يشرف عليها سامر حيدر. ويلعب الماكياج دوراً لافتاً في تحويل ملامح الفنان ليصبح شكله مشابهاً لابن الحارة الدمشقية. كما زارت مدير إنتاج العمل عبدالزاق حورانية الذي اعتذر عن الحديث في أي شيء، والذي بدوره أحالنا إلى المخرج، المخوّل الوحيد للحديث عن العمل كما يشاء. وطبعاً، المخرج متكتم على كل التفاصيل وقد قطع وعداً على نفسه بعدم الحديث لأي وسيلة إعلامية حفاظاً على سرية العمل. وأثناء جولتنا في الحارة كنا نواجه صمتاً شديداً من قبل الجميع، حيث لا إجابة لديهم عن أي سؤال، أو ربما يكونون ممنوعين من الحديث عن أي تفصيل. قال لنا البعض إنه بعد الإنتهاء من تصوير العمل قد تحوّل هذه الحارة إلى مكان سياحي ومطاعم ومنتزه يحمل إسم «باب الحارة». ولكن هذا الكلام لم يثبت حتى الآن. باختصار، لقد كانت الصورة أبلغ من الكلام في هذه الجولة.
أكد نقيب الفنانين السوريين صباح عبيد لوسائل الإعلام اعتذاره عن المشاركة في مسلسل «باب الحارة 3»، بسبب اختلاف حول الأجر المادي مع مخرج العمل بسام الملا. وكان من المقررأن يؤدي عبيد دوراً مهماً في العمل. وكان التعويل عليه كبيراً كفنان هام يجيد أداء مثل هذه الأدوار الشعبية. ويأتي اعتذار عبيد في سلسلة من الاعتذارات التي لحقت بالعمل بدءاً من ترك الفنان عباس النوري له،وما لحقها من مغادرة عدد من الفنانين الآخرين أمثال ليلى سمور وتاج حيدر وديمة قندلفت بسبب الأجور المادية أيضاً.
الأحد يوليو 20, 2008 4:36 am